حرب لا خاسر فيها ومعاركها متعة للمشاهدة، إنها حروب العلامات التجارية. فما أهميتها وكيف تدعم الاستراتيجيات التسويقية؟
في عالم الأعمال، يتم تسويق معارك العلامات التجارية ببراعة. لماذا؟ لأن المستهلك يشتري العلامة التجارية قبل المنتَج. وبالتالي الفائدة الأولى التي قد تجنيها أي علامة تجارية من الحرب هي جذب انتباه المستهلك.
ولكن لجذب المستهلك، عليها خوض الحرب باستراتيجية تسويق تنافسية ومُحكمة! وقد تلجأ في بعض الأحيان الى التسويق غير التقليدي (cool) أو المثير للجدل (disruptive) أو اعتماد تكتيكات مثل التسويق بالمباغتة (ambush marketing) والتسويق الفيروسي (viral marketing) وحروب إعلانات العلامات التجارية وسواها.
هنا بعض الأمثلة لحروب بين العلامات التجارية التي حازت على انتباه المستهلكين:
FedEx vs DHL
أرادت شركة FedEx في هذا الإعلان الإضاءة على فكرة أنها في الطليعة في خدمة التوصيل وأسرع من شركة DHL
3M Plast Vs Panda Plast
عندما أرادت Panda Plast إفتتاح فرعها الجديد في جونية حاولت إشعال حرب علامات تجارية مع 3M Plast منتقدةً متانة منتجاتها.
Microsoft Vs Google
عندما أطلقت غوغل متصفح كروم الجديد ردّت عليها ماكروسوفت بإعلان مضاد مشيرةً الى أن غوغل تحاول مراقبة الناس في كلّ خطوة.
https://www.youtube.com/watch?v=-Cr6AgUo764
حرب تعود بفوائد كثيرة أبرزها مالية!
- زيادة ظهور العلامة التجارية:
تجذب حروب العلامات التجارية اهتمامًا كبيرًا، لذا تتحمس الشركات الى خوضها. وتصبح الحملات الإعلانية الذكية ومعارك وسائل التواصل الاجتماعي محطّ إهتمام المستهلكين والعلامة التجارية محور حديثهم. فتخلق هذه المعارك مساحة لإثارة المحادثات والتفاعل مع الجمهور وتعزز ظهور العلامة التجارية.
بعد جذب إهتمام المستهلك الى المعركة، يبدأ باتخاذ جانب ويشارك في الاستطلاعات ويتحمّس لإبداء رأيه. ما سيخلق مجتمعاً صغيراً لكل علامة تجارية وروابط بين العلامات التجارية.
عندما تحتدم المنافسة تجد الشركات نفسها بحاجة الى الابتكار لتتميز علامتها التجارية عن الآخرين، ما سينتج عنه تطير نقاط بيع فريدة وتحسين منتجاتها وحملات تسويقية مبتكرة. والمستفيد في نهاية المطاف من مجموعة واسعة من السلع والخدمات عالية الجودة هو المستهلك.
وبينما تسعى العلامات التجارية إلى التفوق على بعضها البعض، فإنها تستثمر بكثافة في البحث والتطوير. ويعزز ذلك ثقافة الابتكار، ويؤدي إلى تقنيات رائدة لا تفيد العلامات التجارية المتنافسة فحسب، بل القطاع بأكمله.
في قلب كل حرب علامة تجارية، المعركة الأقوى تكون على حصة السوق. وبينما تتنافس العلامات التجارية على ولاء المستهلك، تقدم صفقات جذابة وتطلق حملات تسويقية قوية وتصقل صورة علامتها التجارية. وهذا الصراع المستمر من أجل السيطرة يحافظ على ديناميكية السوق، ويضمن بقاء العلامات التجارية قادرة على المنافسة والاستجابة لحاجات المستهلكين.
يمكن أن تتجاوز حروب العلامات التجارية مجرد الإعلانات لتصبح جزءًا من الحياة اليومية. وتغيّر أنماط الإستهلاك. فكّر في تلك الشعارات الجذابة التي تتذكرها أو الإشارات المضحكة في الأفلام حول علامات تجارية معينة. يمكن أن تتحول هذه المعارك بين الشركات إلى أمر مهم، حتى أنها تغيّر ما هو شائع وما يرغب بشرائه الناس لفترة طويلة.
لماذا تعتبر حروب العلامات التجارية مهمة في استراتيجيات التسويق؟
إن فهم قوة حروب العلامات التجارية أمر ضروري لصياغة استراتيجيات تسويقية فعالة. إليك كيفية الاستفادة من هذه المواجهات لتحقيق أهدافك التسويقية:
تسمح لك حروب العلامات التجارية بتحديد موقعك الاستراتيجي لجهة منافسيك. من خلال تسليط الضوء على نقاط قوتك الفريدة ونقاط ضعف منافسيك، ما يجعلك تحتل مكانة مميزة في السوق وتجذب قاعدة عملاء مخلصة.
يمكن أن يؤدي خوض حرب علامات تجارية مدارة بشكل جيد إلى تعزيز ولاء العملاء. فعندما يرى المستهلكون علامتك التجارية تتنافس بطريقة مبتكرة وخلاّقة، ينظرون إليها على أنها خيار قوي وموثوق، ما يقوّي العلاقة بين العلامة التجارية والمستهلك.
يوفّر فهم حروب العلامات التجارية داخل قطاعك رؤى قيمة من خلال دراسة الاستراتيجيات والتكتيكات التي يوظفها منافسوك، يمكنك التعلم من نجاحاتهم وإخفاقاتهم، ما يسمح لك بتحسين نهجك الخاص والحصول على ميزة تنافسية.
في الخلاصة، إن حروب العلامات التجارية تبقى منافسات ودية بين الشركات وليست مجرد استعراض؛ بل تساعد بالفعل على جذب الانتباه والتوصل إلى أفكار جديدة وتحقيق النجاح في التسويق. إذا كنت تجيد اللعبة ولديك خطة تسويق محكمة، ستبرز علامتك التجارية وتستمر في عالم التسويق المتغير دائمًا.